أسعار الأضاحي في الجزائر.. “أسواق الرحمة” تواجه الغلاء الفاحش.
المثل الجزائري يقول “من هنا تكوي ومن هنا توجع”، هذا هو حال أسواق بيع أضاحي العيد وأسعارها المتصاعدة بشكل مستمر.
تشهد أسعار الأضاحي في معظم مناطق الجزائر ارتفاعا كبيرا ومتزايدا مع اقتراب موعد عيد الأضحى المبارك، وسط إجراءات حكومية لـ”محاربة المضاربين” ومنافسة الموالين بـ”أسواق الرحمة”.
وقررت وزارة الفلاحة ووزارة التجارة في الجزائر تخصيص أكثر من 700 نقطة بيع لأضاحي العيد في المحافظات الـ58، وحددت ذلك مسبقاً بـ20 يوما قبل عيد الأضحى.
غلاء فاحش
في بعض أسواق بيع الماشية بالعاصمة وبالتواصل مع جزائريين من مختلف مناطق البلاد، فقد شهدت أسعار الأضاحي هذا العام ارتفاعا كبيرا، رغم أنه لم يكن مختلفا عن السنوات الماضية.
ووجد المواطن الجزائري نفسه أمام أسعار بعضها تبدو “في متناول الجميع” لكن لـ”خرفان صغيرة” لا يتعدى سعرها 250 ألف دينار جزائري (حوالي 150 دولارا أمريكيا).
“السلعة” تباينت الآراء حولها، بين من يعتبر تلك “الخرفان” “غير صالحة لتكون أضحية”، وبين من يراها مناسبة للعائلات الصغيرة أو الحديثة، فيما يعتبرها البعض الآخر “غير كافية للعائلات الكبيرة”.
ووفق ما هو متداول من أسعار في مختلف نقاط بيع الأضاحي في الجزائر، فقد تراوحت بين 25 ألف دينار، ووصل بعضها إلى أكثر من 300 ألف دينار (حوالي 2000 دولار أمريكي).
وتراوحت أسعار “النعاج الصغيرة” بين 25 ألف دينار و37 ألف دينار (حوالي 250 دولارا)، وأسعار “النعاج بيم” تراوحت بين 35 ألف دينار و45 ألف دينار (حوالي 310 دولارات).
أما أسعار “الكباش العادية” فتراوحت بين 50 ألف دينار و90 ألف دينار و120 ألف دينار (حوالي 823 دولارا).
أما أسعار “الكباش ذات القرون الكبيرة” فقد واصلت تحطيمها الأسعار القياسية والتي تراوحت أسعارها بين 150 ألف دينار و300 ألف دينار جزائري.
أسواق الرحمة
وشرعت وزارة التجارة الجزائرية في فتح ما أسمته “أسواق الرحمة” الخاصة بالماشية في عدد من محافظات البلاد لـ”كسر لهيب الأسعار”.
ولفت مسؤول بوزارة التجارية الجزائرية في تصريحات إعلامية إلى فكرة “أسواق الرحمة” الخاصة بالمواشي والتي جاءت نتيجة نجاح “أسواق الرحمة” للخضر والفواكه التي تم افتتاحها خلال رمضان الماضي.
وأكدت الوزارة أن الهدف من فتح نقاط بيع لـ”أسواق الرحمة” “توفير ماشية صحية ومراقبة وبأسعار تنافسية تكون أقل بكثير مما هو معروض خارجها”.
وتهدف أسواق الرحمة أيضا إلى “التقليل قدر الإمكان من الوسطاء لإيصال الأضحية إلى المواطن بأقل الأسعار الممكنة”، وهم السماسرة الذين يشترون الأضاحي ثم يعيدون بيعها في الأحياء الشعبية.
واعتبرت “الجمعية الجزائرية للتجار والمستثمرين والحرفيين” التي تضم ممثلين عن الموالين، بأن قرار تنظيم الأسواق المخصصة لبيع الأضاحي “من شأنه أن يساهم في استقرار الأسعار”.
أسباب متضاربة
يرجع الموالون أسباب رفعهم أسعار أضاحي العيد إلى “ارتفاع أسعار الأعلاف”، فيما طالبت “اللجنة الجزائرية لموزعي اللحوم الحمراء” بـ”رفع الدعم” الموجه للأعلاف لتفادي الندرة التي تؤدي أيضا إلى ارتفاع أسعار المواشي واللحوم.
وكشفت عن أن الحكومة الجزائرية تمنع دعماً لكل موال من خلال اقتناء قنطار من الأعلاف بسعر مدعم يقدر بنحو 1800 دينار جزائري لمدة 3 مرات في العام.
وهو سعر منخفض جدا، إلا أن المنظمة تعتبر الكمية غير كافية مما يضطر الموالين – بحسبها – إلى “اللجوء للخواص والسوق السوداء لاقتناء الأعلاف بأسعار مرتفعة جدا”.
في المقابل، يرجع خبراء أسباب ارتفاع أسعار أضاحي العيد أيضا في الجزائر إلى “دخول السماسرة كل عام على خط أسواق الماشية”.
حيث يقومون بشراء أعداد كبيرة من الأضاحي من الموالين وإعادة بيعها في الأحياء الشعبية أو في الأسواق، وهو ما يخلق ندرة وارتفاعاً في الأسعار.
وكشفت “فيدرالية مربي المواشي” الجزائرية عن أن نحو “30% من الجزائريين الذين يبحثون عن أضحية لازالوا يتجولون فقط في الأسواق، في عمليات استطلاعية للأسعار”.
المصدر:وكالات