تنزيل كتاب فرانكشتاين تونس – PDF “فرانكشتاين تونس” هو عنوان كتاب للروائي التونسي كمال الرياحي أصبح الحدث الأبرز في معرض تونس الدولي للكتاب الذي تم افتتاحه قبل يوم الأمس الجمعة.
ليس ذلك لأن جمهور القراء كان في انتظار الكتاب، بل بسبب حصول سابقة في تونس منذ الثورة تتمثل في سحب هذا المؤلَّف وخاصة في غلق جناح دار النشر في المعرض من طرف قوات الأمن بعد قرار انفرادي من وزيرة الثقافة. ولم يقتصر الأمر على أحباء الكتاب والنخب المثقفة، بل أصبح “فرانكشتاين تونس” الموضوع الأبرز للتونسيين بالأمس على وسائل التواصل الاجتماعي.
والواضح أن مصدر قلق سلطة الإشراف ممثلة في وزارة الثقافة ليس فقط محتوى الكتاب بل كذلك صورة غلافه. بالنسبة للمحتوى نفهم من التقديم الوارد على الغلاف أن النص مستوحى فعلا من قصة فرانكشتاين الشهيرة ومن تحويل اليتم والمعاناة والتيه إلى قوة خلاقة. لكنها قوة خلاقة للتدمير والانتقام من خلال شخصية الرجل المصنوع من الخيال الروائي.
إذ يرى الكاتب أن وضع التيه والحيرة هذا هو نفسه الذي عاشه التونسيون قبل انتخابات سنة 2019. فمن واقع هذه المعاناة السياسية وفقدان الأمل في الإصلاح، خلق جمهور من الناخبين التونسيين “وحشا من خيباتهم لا يعدهم بشيء لأنهم ملوا الوعود الكاذبة. لم يكن أمامهم إلا صوت ذلك الأستاذ السريالي الذي لا يضحك أبدا.” فالرسالة واضحة وتفهم في المستوى في الأول بأنها سياسية وهي موجهة لشخص الرئيس التونسي قيس سعيد.
وتؤكد صورة غلاف الكتاب هذا المنحى السياسي المباشر من خلال رسم يمثل وجها قريبا من صورة الرئيس التونسي محاطا بأسلاك ومن حوله الجماهير تهتف له.
إنها صورة مباشرة لواقع الخطاب الشعبوي الذي صاحب صعود نجم الرئيس خاصة بعد انفراده بالحكم يوم الخامس والعشرين من شهر يوليو سنة 2021.
وزارة الثقافة التونسية بررت إجراء غلق جناح دار النشر بمخالفة القوانين باعتبار أنه لم يتم التصريح بهذا العنوان في قائمة الكتب التي ترسلها كل دور النشر لإدارة المعرض مسبقا. والحال أن صاحب دار النشر يؤكد بأنه تم إرسال قائمة إضافية شهرا قبل افتتاح معرض الكتاب وورد فيها عنوان “فراكنشتاين تونس”.
لكن مهما كان الأمر، فقد اعتبر ذلك تعديا خطيرا على حرية التفكير وهو ما دفع أغلب الناشرين التونسيين إلى غلق أجنحتهم في المعرض أول أمس مع التهديد بالانسحاب الجماعي. لكن النتيجة الواضحة هي أن تصرف وزارة الثقافة التونسية وفر إشهارا مجانيا للكتاب كما أنه أعطى صورة سلبية عن المعرض وعن تونس.